أيدس رأسه في التراب؟ قصة قصيرة إنها يا إخواني وأخواتي قصة لا زالت تتكرر بين الفينة والأخرى وخاصة في موسم الصيف موسم السفر الى بلدان الكفر حيث الخلاعة والمجون بلا حدود ، هناك حيث تأخذ الأسر الخليجية حريتها المزيفة ، فيذهب الأب الى بيوت العري والدعارة فيما الابناء والبنات في الشوارع والحدائق يتنسمون رائحة الحرية العفنة.
إنهم الآن يقضون إجازة الصيف في احدى الدول الأوربية حيث كل شئ مسموح إلا الفضيلة فإنها محظورة وينظر إليها بعين الارتياب والارهاب . قد حان وقت التحرر يا بنات ، ثمانية أشهر وأنتن تلبسن هذه الملابس السوداء بدعوى مراعاة التقاليد والأعراف في ذلك المجتمع المحافظ ، إنه وقت نزع الحجاب ولبس الجينز ، إنه أوان الاستعراض بأجسامكن الرشيقة ، في الحدائق الأوروبية الغناء وفي أسواقها التي تبيع كل شئ وأي شئ ، لا شئ ممنوع فكل شئ مسموح وبقوة القانون. الأب والأم يقضيان أوقاتهما في الجلوس تحت شجرة السنديان وأمامهما نهر صغير والنسيم عليل ، الأم في خبر كان فهي تنام مبكرا والأب يجلس في بهو الفندق يثرثر مع نزلاء الفندق من عرب وغيرهم حتى وقت متأخر من الليل. البنات يتفرجن على إحدى الأفلام المدفوعة الأجر بعد أن اتصلن بموظف الفندق واخترن هذا الفيلم الذي يهدم في دقائق ما بني في سنين!! أما الابناء فقد ترك لهم الحبل على الغارب!! يا لك من قنبرة بمعمر خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري فقد رحل الصياد عنك فابشري ورفع الفخ فماذا تحذري لا بد من صيدك يوما فاصبري بقي يومان على أوان الرجوع ، والبنات في الأسواق ، يشترين الهدايا لقريباتهن وصديقاتهن ، والأب مسرور ببناته ، وذوقهن الرفيع في اختيار الهدايا ويحمد الله أنهن لسن معقدات كبنات أخيه سالم فهن يرفضن السلام حتى على أبناء عمهن !! ما هذه العقد؟! فالدين يسر وليس بعسر؛ وأهم شئ النيات ! ماشاء الله على بناتي يذهبن الى الأسواق بمفردهن وينهين معاملات التذاكر والتأشيرات ولا أحد يجرؤ أن يقول لهن أي كلمة! والبنت إن زرعت فيها الثقة ، فلا خوف عليها ولو كانت بين ألف رجل!! لقد ورثن قوة شخصية أبيهن وسلاطة لسان أمهن !! تضحك الأم.... دعهن يتمتعن بشبابهن ويلبسن أجمل الثياب.... ففي بلادنا لا تستطيع البنت المسكينة ان تأخذ راحتها... فإذا لبست الجينز رأيت الشباب يلاحقونها كالكلاب المسعورة... ما أن تجد فريسة حتى تجتمع عليها ، وأما الشباب في أوروبا فعيونهم ممتلئة منذ أن كانوا في مرحلة الروضة وحتى يتخرجوا من الجامعة كل شاب لازم تجلس بجنبه بنت فالشباب هنا شايفين خير.. اما شباب بلادنا فما يملي عينهم إلا التراب ياه راجعين للضيق والقرف والحر في بلادنا ... البنت تخاطب أباها ... ولا يهمك يا بنيتي ان شاء الله أشتري لكم بيت في أوروبا وربما أحول أعمالي كلهاهناك بعد أن حطت الطائرة في إحدى مطارات دول مجلس التعاون الخليجي وعند تفتيش الأمتعة ، الضابط يشير إلى احدى الحقائب ويسأل الأب هل أنت صاحب هذه الحقيبة ؟ هذه حقيبة البنات ليش تسأل ؟ ممكن تفتحها لو سمحت ؟ ولماذا أفتحها؟ أنا رجل معروف في البلاد وسمعتي طيبة! أنت شكلك موظف جديد ؟ أين فلان مدير المطار ؟ عفوا فلان مدير المطار الذي تسأل عنه غير موجود حاليا فدوامه صباحي عموما هذا اجراء روتيني ... ممكن تفتح الحقيبة لو تكرمت؟ يزداد الزحام أمام جهاز الكشف على الامتعة بسبب الجدال الدائر بين الأب ورجل الشرطة الأب مستسلما أمري لله ، أفتح الحقيبة... الضابط يلقي نظرة على شاشة جهاز الكشف على الامتعة ثم يمد يده إلى مكان معين في الحقيبة هذه أفلام ومجلات ممنوعة !! أهي لك؟ الأب وقد امتقع لون وجهه وتغير! ربما... ربما .... احضرها الابناء ووضعوها في شنطة البنات ؟! حسابهم عسير! الضابط يقوم بافراغ باقي محتويات الحقيبة ثم يلتفت إلى الأب وينظر إليه شزرا ... وهذا الشئ من وضعه في شنطة البنات ؟! أتعلمون ما الذي أخرجه الضابط ؟!! إنه أعزكم الله ... ما يطلق عليه الذكرالمطاطي !!! لن أكمل لكم ما حصل للأب فحاله يغني عن المقال ... وما هذا الا غيض من فيض! ومن أراد أن يستزيد من هذه المآسي فليسأل أحد أقاربه أو أصدقائه الذين يعملون في مطارات المنطقة ، وسوف تسمعون قصصا يشيب لها الولدان... والسعيد من وعظ بغيره