طفلة العراق ومحمود درويش
Thursday, 21 August 2008
" يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
وعاد في كفن "
منديل امي مليء بدموعها وهي تسمع هذه القصيدة كانت تجلس في الحديقة وشايها اللذيذ يمتليء الاكواب وابي ينسق الازهار ويبتسم لي وانا في الارجوحة استهوتني تلك القصيدة والقاءها تمتزج معها موسيقى اجراس قديمة لم اتجاوز في وقتها السابعة من عمري لكن ذلك الصوت يرن في اذني حفظت القصيدة كلها عن ظهر قلب القيتها في المدرسة يوم الخميس وبنفس الالقاء الذي كنت اسمعه كان صوته رائعا تمنيت ان ارى وجه هذا الشاعر فجلب لي والدي احد دواوينه وفيه صورته تعلقت بهذا الديوان كثيرا اصبح الشاعر بالنسبة لي يمثل الحب و الحرية و الوطن ويوما بعد اخر يزداد تعلقي احببت القضية الفلسطينية من خلال اشعاره رايت عيون الاطفال و الالم وحزن الثكالى من كلماته رايت سيدته فلسطين بعينه هو كبرت وبدأت القي قصائده ومن ثم قصائدي في المهرجانان و الاحتفاليات بطريقته و باسلوبه ومازلت
اتخذت قضية العراق وطريق المقاومة من كلماته كان لي رمزا للمقاومة ورمزا للحب معا يوم اتى الى العراق في مهرجان المربد لا اذكر اي عام ولكني اذكر باني تعلقت بحبائل والداي ليذهباني اليه واراه وذهبت ورايته وهو يلقي اروع قصائده وبكيت كنت صغيرة جدا وكان كبيرا جدا كبيرا في كل شيء صوته يصدح في سكون القاعة الكل ينظر اليه وانا ارى في يديه طريق المستقبل وفي صوته الحنان الممزوج بالحزن وفي نظارتيه الحكمة و الموعظة وفي كلماته طريق التحرير و النصر فقال وكانه ينظر الي انا ويناديني حين قال:
" تردد ابريل
رائحة الخبز في الفجر
كتابات اسكيليوس
اول الحب
شب على حجر
امهات يقفن
على خيط ناي
وخوف الغزاة من الذكريات
على هذه الارض مايستحق الحياة
سيدتي استحق
لانك سيدتي استحق الحياة "
اخذتني الحياة واخذني حال العراق واخذتني معاناة شعبنا ومأساتنا وكان هو املا وكانت كلماته عندما اسمعها كلها لي وحدي انا بعالمي الذي صنعته كي احقق النصر لبلدي وارجع ضحكات الاطفال سافعل مابوسعي وما استطيع لتحرير البلاد من كل شيء ولو بالقلم كما كان هو بقصائده يقف الى جانبي ويشجعني واسمعه ملياً وهو لايدري بان طفلة في العراق كانت تصفه بالاب و الاخ و الشاعر و المناضل وصاحب المبدأ و الصديق و الرفيق
الكل من اهلي واصدقاءي يعزوني فيه فقد رحل وغاب عنا وعني ولا استطيع ان انتظر منه قصيدة جديدة او مقال جديد غاب وترك قصائده وتاريخ كامل هو اسسه وهو بناه – محمود درويش – هو لي كل ذكرياتي طفولتي وصباي وكل اشيائي الجميلة وايامي الرائعة – محمود درويش – عاش في عائلتي وفتحت عيوني على صوته وهو يقول :
سجل انا عربي
انا اسم بلا لقب
صبور في بلاد
كل مافيها
يعيش بثورة الغضب
وهكذا اصبحت اؤمن به واخطط لحياتي من خلاله – محمود درويش – عاشق السيدة فلسطين وجعلنا نعشقها معه ونعشق كل مايقول ويفعل فهل فعلا لا اسمع منه قصيدة اخرى ؟ ترى ماذا خط بيديه اخر شيء وماذا قال اخر شيء سيدي العزيز رحمك الله وساقول لاصدقاءك ماكنت تقول :
يا اصدقاء الراحل البعيد
لا تسئلوا متى يعود
لا تسئلوا كثيرا
بل اسئلوا
متى يستيقظ الرجال
نادية الاسدي
---------------------------------------------------------